Friday, December 03, 2010

لا تلمني

لا تلمني

لا تلمني إن يكن قد ساء ظني لا تلمني
إن تسربلت بيأس مزع الأركان مني
و أنا لا أبصر الدهر سوى ظهر المجن
و بذلت الروح أشلاء فقوبلت بمن
فلإن أرج اليقين الحق دعني لا تلمني

لا تلمني حينما يصرخ قلبي أن يغاثا
فإذا بالصوت مرتداً و ملجوماً لهاثا
و كواني كشهاب و قضى ألا بعاثا
هكذا يجلدني الدهر بلاء فاجتثاثا
فلإن أرج اليقين الحق دعني لا تلمني

لا تلمني أيها الساقي إذا ناديت هيا
اسقني كأس جنون و حجاي املأه غيا
أضياء في عماء أم عم يوسط ضيا
قل بأيٍّ حجب الدهر يكشفن عليا
فلإن أرج اليقين الحق دعني لا تلمني

لا تلمني و أنا الحيران في دنيا السفيه
إنما العاقل فيها كنبي في بنيه
كلما يمم قدس العقل يزداد بتيه
و رنا يأساً إلى اللجة مما يعتريه
فلإن أرج اليقين الحق دعني لا تلمني

لا تلمني هد أركاني شوق للسكون
ساءل القلب الجمادات : ألا كيف يكون؟
لم تجبه الصم إلا ما إلى الصمت الركون
أترى الموت و قلبي مثل طير و وكون
فلإن أرج اليقين الحق دعني لا تلمني

لا تلمني فالظما يزداد بي في كل حين ِ
سُقيَت روحي و لكن ليس تسقى من معين ِ
ما غناء بأنين ِ ما و صال بحنين ِ
ما صلاة بخشوع و تقى من غير دين ِ
فلإن أرج اليقين الحق دعني لا تلمني

لا تلمني و لُم الخلاق في دنيا الخيال
خط فردوساً و سلكاً و دعا القلب: تعال
و يد تمتد خلف الخطو ممحاة الوصال
عالق بين صبا ريح و هبات الشمال
فلإن أرج اليقين الحق دعني لا تلمني

خَلُقَت أرشِيَة تحمل آمال التمني
كل ما أرجوه نجم لا أرى منه تدني
أقبض العقل بكفي خوف أن يرغب عني
فلك يجري و إني في ثوائي و أغني
لا تلمني إن يكن قد ساء ظني لا تلمني

عبدالله عيسى