المدونات الكويتية منغلقة في المحلية
كتبت بتاريخ 18-12-2009
نزوح و تقوقع حول الامور المحلية، و اعتكاف قسري حول السياسة و الفساد
المدونات الكويتية معزولة حاليا عن بقية المدونات العربية و العالمية، و التميز الذي عرفت به المدونات الكويتية اختزل الآن في حرية رأي سياسي بحت، و صراع مع وسائل الاعلام المهترأة و النظام الفاسد
مما دعى الكثير من المدونات العربية و الاجنبية لتجاهل المدونات الكويتية الا فيما ندر
بامكانكم ملاحظة ذلك في غلوبال فويس، فتغطيتها للكويت تكاد تكون سطحية او تافهة مقابل تسليط الضوء على مواضيع اقل لدى الدول الاخرى
سعي المدونات الكويتية للسبق الصحفي و مسابقة الصحافة في نشر الخبر و مناكفة الجميع للحصول عليه محزن، محزن لأن الصحيفة لا تستطيع منافسة المدونة في نقل الخبر، او في استقطاب الافراد لقراءة الخبر و التفاعل معه، و من ثم تكوين رأي جامع
كما لا ننسى البطولات الهلامية من قبل البعض في تصوير محاربتهم من قبل اجهزة الدولة و اعتقالهم و تهديدهم، و التي لا تبعد عن كونها احلام يقظة سمجة، عندما نشارك في ندوات خارجية عن التدوين و نكتشف ان لكل مدونة قصة اعتقال و تعذيب بسبب كلمة طرحت في مدونته نكتشف كم نحن محظوظين بهذا الدستور
و نكتشف بان صراعنا مع الآخر هو سخف و لعب اطفال
كثيرون لا يعرفون معنى التدوين و لا يزالون، رغم انضمام الكثيرين لركب موضة التدوين، فالكل يعتقد بان المدونات سياسية، و هذا قمة الخطأ، فالمدونات السياسية أقلية في مجتمع المدونات الكويتية
إذن ما الذي يجعلها اكثر عرضة للظهور الاعلامي و تسليط الضوء عليها؟
المقياس الصحفي يعتمد على الخبر و نوعيته، فتقييم مطعم او سرد قصص رومانسية او اشعار غزلية لا يرقى في مفهوم مزبلة الصحافة لكي يذكر على صفحات الجرائد، لكن فضيحة نائب او وكيل وزارة تعد منجم ذهب و لذلك يتم التركيز عليها
كما ان على الشركات ان تنتبه للترويج الاجتماعي الذي تملكه المدونات و لا تزال خجلة من دخوله الا من بعض المدونات التي تعتبر استهلاكية، دخول المدونات في المعترك الدعائي سيكون له سلاح ذو حدين حسب ما أرى.. فهو سيدفع العديد من الشركات و وسائل الاعلام لكسب ود هذه المدونات، كما سيؤدي لعزل هذه المدونات في طابع خاص بها لن يلبث ان يصبح مملا و بالتالي سيهجره الكثيرون
"Microblogging is where Blogging at it now. Twitter and Facebook status updates and such."
المايكرو بلوغ ينتشر الآن لأن سعة انتباه القراء في تناقص مع كثرة الموجود، و لأنها مختصر فان اسره الموضوع قام باستطلاعه و التمحيص به
لماذا نفتقد الكثير من المدونين المتميزين، و تطال الكثيرين التملل و الكآبة بعد سنوات حافلة من التدوين؟
التدوين في الكويت بدأ مع العام 2003، و انتشر في اواخر2004 و 2005، و معظم المدونون الذين ظهروا في تلك الفترة يكتبون في الشأن الداخلي للكويت
و لكم ان تتخيلوا كنه المواضيع... فساد، رشاوي، انتخابات، المنبر و التحالف، الاخوان\حدس و السلفية، الفتن الطائفية و القبلية، الفرعيات، و الدعوة الى التطوير و الحريات بانواعها
و قد كتب كل ما يمكن الكتابة عنه في تلك الفترة... فلا جديد يذكر و التكرار محبط، فكل ما كتب عن تلك المواضيع كتبناه في 2006، و ان ظهر موضوع جديد فستجد التقاتل بين المدونين الجدد في الحصول على السبق، و ستلاحظ التكرار في المصطلحات و الاقتباسات(استمناء لغوي)......!!!؟
لكن رغم كل ذلك، فالملاحظ بان الحرية تقلصت و المواضيع تقوقعت في بوتقة واحدة، في 2004 كانت المواضيع اشد جرأة في الطرح و النقاش، و لم تطغ عليها المجاملات، و كان هنالك تسامح فكري حقيقي، لا كما يدعيه البعض حاليا
فمن ينسى أبا الحكم و أبو حفص و زورت
هنا لي عتب على اخواني و اخواتي المدونين الشياب... نباق آثر ان يبعد نفسه منذ زمن فاسحا المجال لتطور المدونات بدون تدخل و هو اذكى تصرف رغم انه كان على حساب نشاطه
زيدون الذي نعرفه تغير
آيا عزلت نفسها
ماد ام اصبح كأبا الحكم و ابو حفص، الكل يعرفهم و لا يعلم اين هم او متى يعودون
مس بيكر اختفت و انطوت رغم متابعتها للمدونات
مقالتي اليوم ليست تحسرا او تعبيرا عن احباط، بل استقراء عام للوضع، مصحوب بوجهة نظر شخصية مقصورة، فانا اعلم تماما بان هنالك استثناء لكل قاعدة و هو موجود بين المدونات، و لا يعني موضوعي بان المدونات الكويتية ستتوقف، بل على العكس، هذه فترة ركود و سيتبعها انطلاقة جديدة قريبا
استقراء سريع للاحداث
المدونون سيصلون لمجلس الامة
المدونات الفكرية و الأديولوجية ستحل محل المدونات السياسية
ستكون عودة المدونات بطابع شخصي