عجباً لأمة تتأله على خالقها
و تتفنن في تكفير مخلوقاته
و تمنح صكوك الجنة لمن يرضى عنه فكرهم المعلب الصديء
و صكوك النار لمن تجاوز فكرهم و لو قيد أنملة!
يا جماعة الجنة و النار
و الرضاع و تحريم الخيار
و حرمة الفرفر و الإزار
و وسم معارضيهم بالكفار
و الدعار
و إلقاءهم و النساء في النار
يا ثوار
يا فجار
يا خوار
يا اتباع الجزّار
يا حماة الأذكار
يا رعاة الإنكار
يا مقدسي الأشعار
ان كان منطقكم الجمر
و مصيرنا سقر
فإننا المطر
و ان كنتم حجارة
فنحن البحر
أصنامكم بشر
تلحقها قطعان من البقر
تتلوعليها قيّها
فتظنها درر
تترنح حين سماعها
من شدة السكر
ولّوا جميع أمورنا
إلى قضاء و قدر
و جهاد و نحر
و احتضان العدو لكي ننفجر
و دعوة البشر
للانضمام لحظيرة البقر
كفرَ ثورٌ
جرَّ الفكرَ و فر
هالهم تحوله
بحرف واحد و حرف جر
من بقر إلى بشر!
و على الفور
أصدر الأمر
بملاحقة الثور
و ارجاعه مدحورا
حتى ينظر في الامر
و تقفته كلاب الأثر
و انتظروا عودتهم في منتهى الصبر
أبد الدهر!
يقول السيد وكيل الجنة عبدالرحمن البراك ان الاختلاط حرام، و ان الموافق على الاختلاط ديوث و قتله حلال زلال ثمنه جنة!
هذا الشيخ هو نفسه الذي اباح قتل ملاك القنوات الفضائية قبل عامين! بالطبع هذا الشخص يعتمد في فتاويه على بيئته المنغلقة و المحكومة بالعادات و التقاليد لا الدين!
طبعا هو لا يهمه ان الحج و العمرة و الطواف بالكعبة و الصلاة يجوز فيها الاختلاط رغم انف فتاواه، لكن محاولة فرض فتواه بهذه الطريقة الجديدة استرعت انتباهي.. فهذا الشيخ زهب دواءه قبل الفلعة و هاجم كل من سيعارض او يتندر على الفتوى باسباغ الاسطوانة التي بدأ حشد كبير من التابعين و المقلدين للشيخ في نشرها!
فكل من يدعو او يوافق على الاختلاط في العمل او غيره مرتدٌ كافر واجب قتله! و كل من رضي باختلاط امه او ابنته او زوجته بالديوث!
فهل هذا منطق شخص يدعي بانه يفتي اجتهادا من نصوص القرآن و سنة النبي؟
هذا الخوف الرهيب من التكنولوجيا و التطور الطبيعي للبشر يقابله دوغما و حائط تعلق عليه جميع الاسباب الواهية بحجة ان هذه التكنولوجيا التي هي من صنيعة الغرب الكافر كما يتغنون هي من اجل تنصير الشباب المسلم و ابعاده عن الدين فيزول الخطر الاسلامي و تفقد الفرصة امام المسلمين للظفر بعرش العالم! و هو كلام ابعد ما يكون عن الواقع و الحقيقة و تنطوي على سذاجة في رؤية الامور و مدركاتها.
اترككم مع قصيدة "مولانا الطاعن في الجِبْتِ" للمبدع دائما احمد مطر
مولانا الطاعنُ في الجِبْتِ
عادَ ليُفتي :
هتكُ نساءِ الأرضِ حلالٌ
إلا الأربعُ مما يأتي :
أمي ، أختي ، امرأتي ، بنتي !
كلُّ الإرهابِ (مقاومةٌ)
إلا إن قادَ إلى مَوتي !
نسفُ بيوتِ الناسِ (جهادٌ)
مالم يُنسَف معها بيتي !
التقوى عندي تتلوّى
ما بين البلوى والبلوى
حسب البختِ
وعلى مهوى تلكَ التقوى
أبصقُ يوم الجمعةِ فتوى
فإذا مسَّت نعل الأقوى
ألحسُها في يوم السبتِ !
أعمال الإجرام حرامٌ
وحلالٌ
في نفس الوقتِ !
هي كفرٌ إن نزلت فوقي
وهدىً إن مرّت من تحتي !
هو قد أفتى ..
وأنا أفتي :
العلةُ في سوءِ البذرة
العلةُ ليست في النبتِ
والقاتلُ من يضع الفتوى
بالقتلِ
وليس المُستفتي !
وَ عليهِ .. سنغدو أنعاماً
بين سواطيرِ الأحكامِ
وبين بساطيرِ الحُكَّامْ
وسَيكفر حتى الإسلامْ
إن لم يُلجم هذا المفتي !
***
على صعيد آخر
يقيم مركز "الحوار" للثقافة (تنوير) ندوة بعنوان (تشارلز دارون ونظرية التطور) يحاضر فيها الدكتور حسين الداوود وذلك يوم الثلاثاء 2 مارس في تمام الساعة الثامنة مساءً بالجمعية الثقافية النسائية في منطقة الخالدية