Sunday, April 17, 2011

من مذكرات شاب كويتي جدا -ج1





لا أعرف ما الذي دفعني للبحث في مذكراتي و رزناماتي (لحد يدقق) هل كان البحث عن بعض الملاحظات التي دونتها او لأنني كنت معتادا حينها ان اجد تعليمات و طلبات المرحومة والدتي بين ثنايا الكلمات التي كنت اخطها بروح المشاغب...!

ما شدني لنشر جزء من هذه المذكرات في هذه المدونة هو تعليق تركته لي قد اكون متعلقا به عاطفيا ربما لأنني لم اتخطى بعد حقيقة وفاتها.
التعليق: "يا حمار أنا ما راح اطلب منك تروح الجمعية مرة ثانية  هاهاهاهاها"

***

الحملة العالمية الكبرى في الجمعية
الساعة الآن الثامنة.. اهي مو الساعة ثمان لأني ما قدرت اكتبها الا توني بعد 15 ساعة من الساعة ثمان بس المفروض تكون وصلت الفكرة!
أسمع طرقا على الباب..

انها تلك الفلبينية التي خرجت من منزلها في الفلبين لتقطع مسافة 10 آلاف كيلومتر فقط لتوقظني من النوم (ناس فاضية)...!

"خير"....
لا ترد....
"شنو"
أيضا لا رد....
"who is it?”
"إقسيقيوزمي سيير
"شنو"...
ما كو رد...!
"what"
"ماما سيييه ( يعني أمك تقول) يووووه قوو تو مادراسااه
)شمعنى هذي بالعربي؟!(
"انزين انزين
و أغمض عيوني و انام
و بعد ثانية واحدة
طق طق.... و الباب يتبطل...

الخدامة تتليقف داخل الدار و تروح مشوتة و تسحب الكمبل و تصب على الماي و هي تقول:
"قوم لعنا الله خيرك صار لي سنة أقعد فيك و انت نايم مثل الصنم". "يا نصاب انا ما اتكلم جذي"

الماي يحرق ويهي و انا ابعد مجتمعات القمص عن يبهتي....

"هاه....!!! "  و بعدين ابطل عيوني لأجد أن الفلبينية تلبس الدراعة و بيدها دولكة الماي و أثبت عليها شوي  و أطالع و لا هذي أمي...!

"ما قعدتك الخدامة قبل ساعة ......" (شنو طلعت ساعتي متأخرة ساعة؟!)
لا تعليق مني لأني للحين مو مستوعب شنو يبون اليوم.....

خير يمّا تبين شي.....؟!
"ما عندك دوام ... دراسة ... امتحانات...؟"
"لا يمّا الدراسة وقفت  من الاسبوع اللي طاف و باجر على امتحان فاينل"
"انزين قوم ييب لي اغراض من الجمعية" (العدو اللدود لكل شاب كويتي متعطش للحياة)
"لا حول و لا قوة إلا بالله يما مو أمس أنا يايب لكم من الجمعية بعد"
"احنا ناقصنا بيض"
"مداهم الـ 4 كراتين بيض يخلصون...؟!"
"اي احنا سوينا كيك" (حق الكرة الأرضية بمناسبة زيارة أهل المريخ لنا....!)
"انزين و شنو بعد؟"
"11 كرفس و 9 بقدونس و 15 لفة شبت "
"ليش بتعدلون ملعب الكويت...؟!"
"شنهو قلت.."
"لا بس اتغشمر.."
"انزين يالله بدل هدومك"
"انشاء الله"

طلعت الوالدة من الدار و قمت علشان أبدل.....

و فتحت الكبت و سبحان الله..... مفيش حاقة...!

"يا  نانسي" و طبعا تأتي ست الحسن و الجمال و التي دائما تذكرني بنانسي عجرم

"ييييييييس سييييييييييير" (سيير و لا خيوط) <ملاقة ايام قبل طوفوها>
"وين هدومي...؟"
"إيين ماسباقّا سيييير " (سيير و لا خيوط)

و انفض الغبرة من الكبت لأشاهد تي شيرت سوبرمان ذاتيّ التهوية (مشقوق من الأباط) و ألبسه على عجالة و اذهب فورا لآخذ فلوس الاغراض.....

الوالدة تكتب شعر...!
و أبحث عن خردة و إذا بها تقول لي هاك الفلوس...
أعطتني عشرين دينار... (شنو هالكرم الباجي لي...؟) و عطتني معاهم ورق بسعر العشرين دينار.....؟!

"شنو هذا كتاب يديد"
"لا هذي لستة الاغراض اللي بتييبها من الجمعية"
أحاول الآن بلع اعصابي بدلا من ريجي اللي نشف من سماع هذه الكلمات
"أكيد بس هذووول...؟!"
"أي"
"أوكي مع السلامة"
"يالله لا تبطي علي"
"انشاء الله"
" و اذا تذكرت شي بدق عليك"
"يما ما راح اخذ معاي البيجر"
"ليش؟"
"بس.. كل شوي بدق من المأكولات الخفيفة، بس حفظوا ويهي"
"عيل تروح مرة ثانية تييب باجي الاغراض"
"يصير خير"

و أخرج في وهج النهار، النور ساطع لاطع باط العين كأنهم غاسلين كل شي بتايد!
السيارة على بعد كيلو من البيت، لأن في قرطبة ماكو مواقف سيارات و لا حتى شوارع وسيعة، اتحلطم على القطاوة الي تقز يمي، و اصل الى السيارة العجيبة... اطلع من جيبي المفتاح، و افتح الباب... الظاهر نسيت اقفلها امس!
اجلس خلف المقود...
في احد معدل وضعية الكرسي.....! انا طفارتي هالشغلة، استخدم السيارة بس رد كل شي مكانه، مالي خلق اعدل مكان الجامات و الكرسي و السكان علشان خاطركم!
في شي غريب... مو قادر اعرفه! في احد حاط معطر جو؟، و معلق اية و دعاء الركوب؟
من متى احمد نزلت عليه الديانة؟! "على الاقل احسن من أخوه العود يصلي و ما يطوف فرض"
اعدل وضعية الكرسي.. و اضع مفتاح السيارة لأديرها... هنالك مفتاح اخر؟! و المحرك دائر؟!
امعن في تفحص السيارة لأجد امرأة مرتعبة و مصدومة بجنبي ملتاعة لا تقدر ان تنطق ببنت شفة!
اعتذر بكل لباقة و اخرج من السيارة بكل هدوء، و امشي بعيدا عن السيارة تحت انظار رجل ضخم يرتدي شورتا اخضر و قميص برشلونة! يبدو بأنه زوجها!
أتجه الى البقالة، و اطلب التلفون، اتصل على المنزل، لتجيبني نانسي

"وين ماما؟"
"hello"
"ألو... وين ماما؟"
"hello"
يا بنت الكلب.. "where is mama?"


...

2 comments:

NewQ8 Bride said...

مو سهل كلش انه الواحد يرجع يقرا مذكراته

لي الحين ما عندي الجراة اني ارجع اقراهم :)

كنت مفكره انه بعيد ميلادي ال 30 راح افتحهم

لأني اذكر اني لما كان عمري 13 سنة كتبت رساله حق نفسي لما اصير 30

و صار عيد ميلادي و ماني قادرة افتح المذكرة يمكن عشان مابي احس اني كبرت !!

اسفة طولت عليك :) بوست عجيب

EXzombie said...

العزيزة نيو برايد

مرحبا بك في المدونة و شكرا على مداخلتك، بالنسبة للمذكرات فقد كنت اكتب عن كل شيء و اي شيء في الرزنامات و كنت احتفظ فيها في المكتبة بعيدا عن الاعين، و لم اعد لقراءتها الى بعد وفاة الوالدة، و قد صدمت بانها كانت تقرأها و تعلق عليها... لقد كانت مفاجأة سعيدة

الجميل في مراجعة المذكرات، سهولة متابعة التطورات في الشخصية و الاسلوب و اكتشاف اسباب ذلك، كثيرا ما كنت انصدم و اندهش من امور كتبتها و نشرتها هنا او في المدونات الاخرى، لذلك ادعوك ان تحاولي قراءتها

مع خالص تحياتي و تقديري